آخر الأحداث والمستجدات
شباط من مكناس، رسائل مشفرة، وهذه أسباب قرارنا
استقبل الاستقلاليون بمدينة مكناس زعيمهم حميد شباط بطريقة القياديين الكبار، وغصت جنبات قاعة المؤتمرات بقصر بلدية حمرية بمناضلي الحزب وضيوفه، وكذا بعشرات المواطنين، فتمت الاستعانة بثلاث شاشات عملاقة بداخل القاعة وخارجها لنقل كلمة شباط لكل الحاضرين الذين وجدوها فرصة للتعرف عن قرب عن زعيم نقابي وحزبي صار حديث المقاهي والصحف، بل صار مصير حكومة بن كيران بين يديه.
افتتح اللقاء الذي سمي تواصليا، بينما كان عبارة عن خطاب من جانب واحد، بكلمة القيادي محمد الأنصاري ابن المدينة وعضو اللجنة التنفيذية للحزب، مرحبا بالحضور ومتحدثا عن ظروف اللقاء و مثنيا عن مناضلي الحزب لمواصلة مسيرة الصمود والتحدي لتأكيد زعامة الحزب وطنيا.
تناول الكلمة زعيم الاستقلاليين الجديد، مرحبا بقياديات الحزب الحاضرات، وعلى رأسهن ياسمينة بادو، ثم رحب بخليهن ولد الرشيد، ومحمد الأنصاري، مكاوي واللبار، ومحمد هلال رئيس الجماعة الحضرية لمكناس، وغيرهم من الوجوه الاستقلالية التي رافقت شباط في رحلته للعاصمة الإسماعيلية.
خريف عربي سلم منه المغرب
بدأ شباط كلمته بالحديث عن الربيع العربي، واصفا إياه بالخريف الذي أتى على الأخضر واليابس، مستدلا يما وقع ويقع بالبلدان التي أصابتها شراراته، ثم أوضح أن المغرب نجا من رياح الخريف العربي لأنه بلد متميز بتعدده النقابي والحزبي، وبحكمة ملكه، كما أكد أن حكومة عباس الفاسي كان لها دور بارز في إبعاد شبح الفتنة عن المغرب بفضل ما أسماه الحوار الاجتماعي المثمر، والحلول التي جاءت بها لعدد من المشاكل الاجتماعية.
يقول شباط أن دستور 2011 وانتخابات نونبر 2011 واصلت مسيرة التميز المغربي، وأن حزب الاستقلال ظل صمام أمان للمغرب.
حكومة بنكيران أخلفت وعودها، وهذه أسباب الخلاف
وعن الحكومة قال شباط أن المرتبة الثانية التي احتلها الحزب في انتخابات قال عنها أنها نزيهة، جعلته يفضل المشاركة في حكومة يرأسها حزب ظل معارضا، وذلك رغبة منه في خدمة الوطن، وبحكم تقارب البرامج الانتخابية للحزبين. لكن عددا من الوعود التي أخلفها حزب العدالة والتنمية جعلت حزب الميزان مضطرا لمراجعة مشاركته في هذه التجربة الحكومية.
ومن بين أسباب الخلاف، أن وعد تحقيق نسبة نمو 7 بالمئة وعجز تجاري لا يتجاوز 3 بالمئة لم يحترم، فتم العكس، أي 3 في المئة كنسبة نمو، و 7 في المئة كنسبة عجز. وأضاف أن حزبه نبه للعديد من الاختلالات، لكن قياديي حزب رئيس الحكومة لا يرغبون في سماع أي اقتراحات من أي حزب آخر.
واستدل بغياب الحوار الاجتماعي، وكذا بارتفاع الأسعار الذي اعتبره الاستقلال خطا أحمر، وهو ما أدى حسب قوله إلى تراجع الحد الأدنى للأجور من 2250 درهم إلى 2000 درهم، كما استدل بطريقة معالجة الحكومة لملف صناديق التقاعد، والاقتطاع من أجور المضربين، وعدم تشغيل أصحاب المحضر، ورفع الضرائب والتضييق على عيش المغاربة بقرارات لا شعبية.
لقد قال شباط كلاما خطيرا حينما أعلن أن بن كيران لا يقترح شيئا لحل المشاكل المطروحة سوى الزيادة في الأسعار ورفع الضرائب، بل قال أخطر من ذلك حينما نسب لبن كيران اقتراح خفض وزن قنينات الغاز، وهو ما رد عليه شباط بأن المغاربة أذكياء، ولا يمكن أن نستغفلهم بهذه الأساليب.
كما تساءل كيف لرئيس حكومة أن يعادي مطالب المغاربة حين يقول بأنه سيستقيل إذا ما تم تشغيل حاملي المحضر، وأنه سوف يمضي في تطبيق اقتطاع أيام الإضراب ولو استدعى الأمر إسقاط الحكومة.
أما عن المناصب السامية، فقال شباط أن 2261 منصبا سامية كان تعيين أصحابها بيد الملك، واليوم حين أصبحت بيد الحكومة أصبحت التعيينات تتم عبر الزبونية والولاء الحزبي وغياب الشفافية. كما أن الغموض يسود العمل الحكومي، حيث لا تشاور ولا نقاش حول القرارات والقضايا المهمة.
وأضاف أن حزبه ينتقد الحكومة لضعف أدائها، وأن اتهامه بالعرقلة مجرد هروب إلى الأمام، قائلا، هل جاؤوا بمشروع يهم المغاربة وقلنا لا للمشروع؟ نحن لا نعارض مصالح المغاربة، ولا نريد مناصب، أما أن ينعتوننا بالمعرقلين فالانسحاب من الحكومة أفضل لنا ولهم، وحين قررنا الانسحاب اتهمونا مجددا بعرقلة الحكومة ومحاولة إسقاطها.
وأضاف شباط أن بن كيران قال له يوما: إذا أردت أن تنسحب فانسحب وتقدم بملتمس الرقابة لإسقاط الحكومة، وقال شباط أنه لم يخبر أعضاء المجلس الوطني بهذا الكلام لتفادي إغضابهم.
رسائل لبوانو وبن عبد الله
لم يتوقف شباط، كعادته، عن توجيه رسائله يمينا وشمالا، فقد تحدث من جديد عن التهديد المتواصل لقياديي حزب المصباح بالانسحاب من الحكومة واللجوء للشارع مجددا، وقال إن أحدهم من مكناس لا يتوقف عن هذا التهديد، موجها كلامه نحو البرلماني بوانو، مجيبا على ذلك بأن حزب العدالة والتنمية فقد الشعب سريعا بقراراته الحكومية.
أما عن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية فقد ذكره بالاسم، نافيا أن يكون قاد أي وساطة بين شباط و بن كيران، بل نعته بأنه حول حزبه من تنظيم يحترم مبادئه وأفكاره إلى حزب مخالف لمبادئه، وأنه كان حليفا في حكومة عباس الفاسي، بينما اليوم يدافع عن احتلال الجزائر بأقاليم الشرقية، ويقول أن الجزائريين إخواننا ولا يجب أن نطالب بالمناطق الشرقية، مجيبا عن هذا الموقف بأن بشار وتندوف أراض مغربية، كما هي مغربية باقي المناطق الشرقية. كما نعت وزير التقدميين في التشغيل بأنهم لم يقم بأي شيء، ولم يستقبل أية نقابة منذ توليه حقيبة قطاع الشغل، أما عن الحسين الوردي وزير الصحة التقدمي فقال عنه أنه يكذب كل يوم كذبة جديدة، وأن الزيادة في سعر الدواء كشفت أكاذيبه، فبينما يعلن أنه خفض سعر بضع مئات من الأدوية قام برفع أسعار 2700 دواء في اتفاق مع منتجي الأدوية للحفاظ على مصالحهم. أما عن قطاع بن عبد الله نفسه، فقال أن قطاع السكنى لم يقدم شيئا، في وقت يقدم وزير القطاع مشروعا يتضمن بندا وحيدا بالبرلمان ويجمع التأييد للموافقة عليه.
ومن أكبر الأخطاء الحكومية التي سردها شباط، أنها واصلت ضرب المعطلين المطالبين بالشغل، وواصلت إدارة ظهرها للفقراء، ولساكني الصفيح، وللمحتاجين للدواء والصحة والتعليم، وأضاف أنه لا يقبل أن تتقاضى نساء أرامل بضع دريهمات بينما نصت الحكومة السابقة على 1000 درهم كحد أدنى للمعاشات. كما أن وزراء العدالة والتنمية استحوذوا على قطاعات حساسة، أما الوزارات التي لم يتحملوا مسؤولية تدبيرها فقد وضعوا إلى جانبها وزراء تابعين لهم، كي يضايقوا عمل وزرائنا على حد قوله، ضاربا المثال بوزارة المالية.
حميد شباط تشبث بقرار حزبه، وقال أنه لجا للفصل 42 من الدستور، بعدما استنفذ كل المحاولات مع رئيس الحكومة، وأنه لا يمكن لحزب الميزان أن يشتغل في ظل ظروف لا تناسب حجمه، وأن حزب العدالة والتنمية أراد أن يتجبر على حزب عريق، وأن لا حزب يمكنه التجبر على حزب الاستقلال، وكل من حاول التجبر علينا سنقول له : لا.
وإذا لم يرض حزب العدالة والتنمية بالأمر، وظن أنه صاحب الزعامة، فلنحتكم للانتخابات لنستعيد صدارتنا في المشهد السياسي المغربي.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-05-19 21:56:26 |